فضاء حر

إلى العزيز فهد القرني.. من منا استبدل حمارا بحمار؟

يمنات

اتصل بي العزيز عاد نعمان بعد منتصف ليل أمس يبلغني أن فهد القرني يهاجمني أنا والزميل نائف حسان و صحيفتي "الأولى" و "الشارع" في برنامج على قناة سهيل.

كان عاد يضحك من أعماقه ساخرا من مشهد البرنامج الصبياني والمراهق، وهو يشرح لي ما يدور فيه، وكنت منهمكا في متابعة الفيلم المعاد للمرة الألف على الإم بي سي 2: "شفرة دافنشي"، وليس "سهيل" أو "حميد الأحمر" من يمكن أن يحولا بيني وبين متعة انتظار اللحظة التي يبلغ فيها توم هانكس "صوفي" باكتشافه الذي يعد ذروة الفيلم: أنتِ السر؛ أنتِ آخر فرد من سلالة المسيح.

لم أغير القناة واكتفيت بالصورة التي نقلها إلي عاد وضحكت معه، وفي الأساس ليس لدي ما أخشى أن تفضحه سهيل فضلا عن كوني أعرف حرفيا ما سيقولونه وما سيكررونه.

لقد قرر الإصلاح اللجوء إلى آخر أسلحته وأكثرها فتكا: فهد القرني، كي يسخر من "الأولى" و "الشارع" عل ذلك سيريح التجمع من بعض الصداع الدائم الذي تسببه الصحيفتان له، بأدائهما في مجرد "نشر" أخبار الإصلاح التي لا يريد انتشارها.

لا أدري ما قاله القرني، غير كونه هاجمنا بشكل مجمل، ولم يقل شيئا مختلفا عن ما يررده الإعلام المراهق للتجمع يوميا (وكل إعلام الإصلاح مراهق).

يا سيد فهد؛ نائف حسان ومحمد عايش اللذان هاجمتهما هما جزء من وسط إعلامي أقام الدنيا ولم يقعدها حين تعرضت لأذية من قبل نظام "صالح"، ليس هذا منا عليك أبدا ولكنه تذكير بأن من تطعنون في نزاهتهم الآن أنت وحزبك ووسائل إعلامكم هم أنفسهم الذين كانوا رأس حربة في مقارعة فساد نظام "صالح"، وأنهم بنفس القدر لن يتخلوا عن مهمة رقابتهم على السلطة بعد أن أصبح "الإصلاح" في موقع "صالح".

قيل لي أنك قلت أن لا مهمة لنا إلا "الإصلاح"؛ وهو قول يبعث على السخرية.

سأقول لك لماذا يتصدر الإصلاح تغطيات الإعلام المستقل، على اعتبار أنك بالفعل لا تفهم:

أقام الإصلاح احتفالا في عدن بذكرى ولاية هادي، فسقط بسبب ذلك الحفل 12 قتيلا و50 جريحا. هل تريد أن لا تتعامل "الأولى" أو "الشارع" مع خبر كهذا؟

من احتفل ورفض الإصغاء إلى كل النصائح والتحذيرات من إمكان وقوع مذبحة بسبب احتفاله، هو "الإصلاح" و ليست "الأولى" أو "الشارع".

من عين محافظا من أعضائه في عدن، رغم كونها بؤرة توتر بينه وبين الحراك، هو "الإصلاح" وليست صحيفة "الأولى".

من يضع حليفه الفاشل والفاسد (بالوثائق)، صالح سميع، على رأس وزارة الكهرباء، هو "الإصلاح" وليست "الأولى".

من وضع على رأس الحكومة رئيس وزراء ضعيفا وعاجزا ويرحم الله، هو "الإصلاح" وليست "الأولى".

من يتحالف مع أكثر بؤر نظام صالح فسادا (الفرقة الأولى وعلي محسن) هو "الإصلاح" وليست "الأولى".

من يعيد إنتاج هيمنة "حاشد" و "صادق" و "حميد"، ويحملهم بكامل أوزارهم فوق ظهره، هو "الإصلاح" وليست "الأولى".

من يقدم حميد الأحمر كملاك من السماء هو "الإصلاح" و ليست "الأولى".

من يدافع عن فساد صخر الوجيه وعبثه بملياري ريال من حقوق الجرحى والشهداء هو "الإصلاح" ووسائل إعلامه وليست "الأولى".

من يصر على تعيين مدراء مكاتب تربية ومدراء مدارس من حزب الإصلاح فقط هو "الإصلاح" وليست "الأولى".

من استقبل ملايين الدولارت من التبرعات المحلية والدولية للجرحى هي مؤسسات وجمعيات ومستشفيات "الإصلاح" وليس "الأولى".

من بيده وزارة الداخلية والمالية والتربية والتخطيط والكهرباء و الإعلام والـ… هو "الإصلاح" وليس "الأولى".

من يملك الفرقة الأولى ومنصور الحنق وحمود المخلافي وكتائب الحصبة والعميد سرحان هو "الإصلاح" وليس "الأولى".

من يتولى مهمة إعادة وضع مناهج التعليم هي لجنة جميع أعضائها إصلاحيون مائة بالمائة، وليس "الأولى".

من يمنح نفسه الوصاية ويصنف الناس: هذا أمن قومي وهذا حرس جمهوري وهذا إيران وهذا… هو "الإصلاح" و "سهيل"، وليس "الأولى".

من فقش راس أحمد سيف حاشد وزحف بجنوده المدججين على جرحى مضربين عن الطعام من 15 يوما هو وزير إصلاحي وليست "الأولى".

من يهيمن ويملك الكلمة داخل المشترك هو "الإصلاح" و ليست "الأولى".

من يحكم عدن وعمران والجوف هو الإصلاح وليس "الأولى".

من يملك أكبر قدرة تنظيمية في البلاد وأكبر قدرة على الحشد وجمهرة الأنصار هو "الإصلاح" وليس "الأولى".

من يتحالف مع السعودية وقطر وتركيا هو "الإصلاح" وليس "الأولى".

من يسيطر على كامل ساحات الثورة هو "الإصلاح" وليس "الأولى".

من يملك جهازا أمنيا قمعيا داخل الساحات هو "الإصلاح" وليس "الأولى".

من تلقى تبرعات حكومية معلنة بما يقارب الخمسة مليار ريال هي مؤسسات وجمعيات إصلاحية وليست "الأولى".

من يستقدم معلمين من غزة بمرتبات باهظة، بينما مئات آلاف الخريجيين اليمنيين على رصيف البطالة، هو وزير إصلاحي وليس "الأولى".

من منح صالح و "كل من عمل معه في نظامه" حصانة مطلقة ضد المسائلة والعقاب هو "الإصلاح" وليست "الأولى".

هذا هو "الإصلاح" أينما وليت وجهك ستجده أمامك إن لم يكن بمشكلة فبحضور وتأثير؛ فكيف تريد من الإعلام أن يتجاهل "الإصلاح"؟

من يملك هذا كله ويفعل هذا كله، ويؤثر في حياتنا بهذا الشكل، كيف تريد أن لا نتعامل مع أخباره؟ أو لا ننتقده؟.

لسنا مع اعتبار الإصلاح "شيطانا"، لكن من يشيطنه هو منطقه وأداؤه السياسي والإعلامي.

فهد القرني، صورتك الشهيرة وأنت تحمل حمارا فوق ظهرك، كانت واضحة في رمزيتها لشعب يحمل الطغيان على كتفيه. غير أن الشعب تخفف من هذا الحمار وأطاح بـ"صالح" بينما أنت استبدلت حمارا بحمار، وخرجت تدافع عن "حميد الأحمر" و "الإصلاح".

دع ظهرك يرتح فلا فرق بين طاغية وطاغية وإلا فأخبرنا أي "طفاح" هو "طفاح" الآن، إن لم يكن "حميد" و "محسن"؟.

كنت بالنسبة لكثيرين تمثل القواعد والجمهور العريض لحزب "الإصلاح" ممن نحترمهم جميعا وطموحاتنا كمواطنين يمنيين هي نفس طموحاتهم، لولا أن قادتهم أقل شأنا من الشعور بهم أو بأحلامهم.

من حائط الكاتب في الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى